كنت دائما أقول : اشد من الموت التعود عليه
..
كأن تكتم دقات القلب , وتضمحل عروق الحس فيه..فلا عاد الفرح
يجد له مكان فيه..ولا عادت تهزه ويلات الزمن..تموت كل المشاعر ويفقد إدراكه
للأشياء...يرى الكون يسير من حوله وهو ثابت لا يتحرك..ما عادت تأثر فيه قوة
الجاذبية فهو لم يعد تابع
للمكان....
ذلك هو الشعور الذي كنت أتحسبه
, كانت اعلم أني في
طريقي إليه ,
تتملكني الرهبة من أن أتعود على الموت فلا أعود للحياة
ثانيتا..
التفت لمحبرتي التي تعودت أن أزودها بدموعي حتى لا يجف
حبرها ,
أمسكت قلمي بيدي ألمي اكتب
رسالة..
إلى جدي الحبيب :
اكتب إليك هذه الكلمات ودموعي تسبقني
, تدفعني الغصة
لألحق بها وامسكها..اليوم بحثت عنك , بحثت عنك ولم أجدك أين ذهبت وتركتني؟
يا من لم تخذلني يوما هل أبعدك الموت عني؟ إني بحثت عنك في كل مكان..دخلت حديقتك
رأيت شجرت الزيتون وسمعت بقايا أوراقها وهي تقول : هجروني وسكنني الخريف كل
الفصول...رايتها يا جدي ورأيت مكاني على جذعها رأيتني اجلس لأتأمل المكان
, حتى لون التراب
تغير..وتملكه البخل...
رأيت أحواض النعناع , أثرها يكاد يختفي..ثم رايتها
وهي خضراء رايتك وأنت تزرع عروقها بعناية , رأيت وجهك وملابسك البيضاء إلا
من بعض اثر التراب...أين ذهبت وتركتني؟ بحثت عنك في غرفتك فكان الركن فارغا..أين
صوتك والحكايات؟ لم أجد إلا صوت جدتي الذي مزقني من الأعماق فقد صارحني انه من تبحث
عنه لم يعد موجود...
من كنت تعرفه يا جدي لم يعد إنسان
, من تعرفه تكالبت
عليه الأيام والضروف فهزم شر هزيمة وهدم عرشه...ناداك وناداك ولكن لا ملبي
للنداء..وأناديك الآن ليس لتنقذني ولكن لأقول جدي أوحشتني
احبك..
رسالة إلي صديقتي :
أقول لكي أني عشت طول عمري وأنا احلم بصديقة
, لها مواصفات
معينه...أخبرك ولكن لا تضحكي..كنت أتخيلها جميلة..ذات خلق مخلصة أتباها بها أمام
أهلي ومعارفي...تفهمني..أجدها معي في كل محنة وتفرح بفرحي بكل
منحه...
اعلم انه ليس ذنبك أن تبعدي عني ولكنك لستي ببعيدة عني
حتى وان أقعدك المرض...ضحكتك اسمعها وارى يدك وهي تلوح لي من
بعيد..
أقول لن أنساكي فقد حفرتي عميقا في نفسي
وعقلي..
رسالة إلى حبيبتي :
حتى وان كنتي لا تعلمين أني احبك
, سأظل افعل هذا إلى
أن أموت.